نحن اباء العائلات الحاضنة للحالات الطارئة واخيرا لنا يوم وشكر وتقدير خاص.
انا "الجندي" المجهول في هذا العمل الانساني الذي لا مثيل له, نعم انا وزوجتي واولادي وبناتي نستقبل في بيتنا وبيننا اطفال ضاقت بهم الدنيا ولم يعد لهم بيت دافئ واهل يرعونهم, انهم بحاجه للأمان للحب وللحنان قبل الطعام والشراب. انها مرحله صعبه وقاسيه عليهم فلمن نتركهم؟
لم اكن اعلم عن هذا النوع من العائلات المتطوعة حتى التقيت بصديق يعمل في هذا المجال, حدثني عن هؤلاء الاطفال ومعاناتهم, حدثني عن الصعوبات في ايجاد عائلات تستقبل هؤلاء الاطفال التي ادارت الدنيا ظهرها لهم, عدت الى البيت وحدثت زوجتي بما سمعت, لقد كان قرارنا سريعا لماذا لا نكن نحن من يستقبل هؤلاء الاطفال.
حدث هذا قبل ستة عشر عاما كنا في البيت انا وزوجتي وثمانية من الابناء والبنات. 16 عاما مرت بها استقبلنا في بيتنا وبيننا 97 طفلا تتراوح اعمارهم من ايام معدودة الى 12 عام, منهم من بقي بيننا لأكثر من عام ومنهم لأيام اسابيع او اشهر. كانوا كأولادنا نذكرهم جميعا نحتفظ بصورهم, وكم نشتاق لهم ولمعرفة اخبارهم واحوالهم, ما تحول السرية والخصوصية من تحقيقه.
منحناهم الحب والحنان الامان الثقة بالنفس العلاج الصحي عند الحاجه وكل ما يلزمهم بما في ذلك الذهاب الى المدارس والروضات. لم نبخل عليهم بشيء.
هنالك اطفال بحاجه ماسه للعائلات الحاضنة, ولكن اين هي تلك العائلات؟ فأنها تكاد تكون معدومة, ساعدوهم وادخلوهم بيوتكم وامنحوهم الحب والحنان والامان. مستمرون ان شاء الله في هذا الطريق.